حريق سنترال رمسيس هزّ أمن الاتصالات في مصر .. وغياب الخطط البديلة زاد من الأزمة
شكرًا لكم على متابعة حريق سنترال رمسيس هزّ أمن الاتصالات في مصر .. وغياب الخطط البديلة زاد من الأزمة وللمزيد من التفاصيل
عرفة: غياب التكنولوجيا والتنسيق ضاعف الكارثة.. وكان يمكن إخماد الحريق بطائرات الهليكوبتر
سليمان: مركزية الخدمات تهدد الأمن القومي.. والحادث جرس إنذار وليس نهاية العالم
رزق الله: المنظومة مصممة بنقطة فشل واحدة.. ولا بد من بنية موزعة وذكاء اصطناعي لرصد الأعطال
شهدت مصر، يوم الإثنين 7 يوليو، أزمة اتصالات غير مسبوقة، عقب اندلاع حريق ضخم داخل سنترال رمسيس، أحد أهم مراكز التشغيل الرقمي في البلاد. امتدت النيران إلى طوابق متعددة داخل المبنى، ما أدى إلى توقف جزئي وكامل لخدمات الإنترنت والهاتف المحمول والأرضي في عدد من المحافظات، أبرزها القاهرة والجيزة.
وقد أسفر الحادث عن وفاة 4 أشخاص وإصابة 27 آخرين من العاملين بالموقع، كما تسبب في ارتباك واسع بقطاعات حيوية مثل: خدمات الدفع الإلكتروني، وحجوزات السفر، والتعاملات البنكية.
د. حمدي عرفة: غياب التكنولوجيا والتنسيق ضاعف الأزمة
قال الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة الحكومية والمحلية، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إن أزمة حريق سنترال رمسيس كشفت عن ثغرات خطيرة في إدارة الكوارث بالمؤسسات الحكومية، سواء من حيث غياب التكنولوجيا أو ضعف التنسيق بين الجهات المعنية.
وأوضح أن التدخل باستخدام طائرات الهليكوبتر كان من الممكن أن يساهم في السيطرة السريعة على الحريق، خاصة في منطقة حيوية مثل رمسيس.
وأكد أهمية وجود أجهزة استشعار عن بُعد وأنظمة إنذار مبكر كما هو مطبق في الفنادق والمنشآت العالمية، قائلًا: “في مبنى بهذا الحجم، لا بد أن تكون هناك استجابة لحظية لأي بداية حريق.”
وأشار إلى أن عدد مفتشي السلامة المهنية والأمن الصناعي لا يتناسب مع حجم المؤسسات، مضيفًا: “يجب أن يكون هناك مفتشون دائمون للصيانة والمتابعة وتطبيق معايير السلامة.”
وطالب بوجود إدارة مختصة بالحرائق داخل كل منشأة حيوية، وتفعيل التنسيق المسبق مع الدفاع المدني، مشددًا على أن التكنولوجيا الحديثة وأنظمة الإطفاء الذكية لم تعد رفاهية، بل ضرورة أمنية.
د. هاني سليمان: مركزية الخدمات خطر على الأمن القومي
قال الدكتور هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، إن ما حدث يُعد جرس إنذار خطيرًا لكنه ليس نهاية العالم، مؤكدًا أن مثل هذه الحوادث قد تقع في أي دولة، ولكن طريقة إدارتها هي الفيصل.
وأوضح أن الخطر الحقيقي يكمن في مركزية الخدمات الحيوية داخل منشأة واحدة مثل سنترال رمسيس، مشيرًا إلى أن تجميع خدمات الهاتف الأرضي، والإنترنت، وشبكات البنوك، والمطارات، والسكك الحديدية، وحجز التذاكر في مكان واحد يمثل تهديدًا حقيقيًا للأمن القومي.
وأكد سليمان ضرورة توزيع الشبكات جغرافيًا وفنيًا، أو في حال الإبقاء على مركزيتها، يجب تأمينها تأمينًا يليق بالمنشآت العسكرية، بما يشمل أنظمة الحماية والإطفاء الذاتي وخطط حماية زمن الحرب.
وشدد على أهمية إنشاء شبكة بديلة جاهزة للتشغيل الفوري، لتجنب شلل الدولة، مؤكدًا أن الحروب الحديثة تستهدف البنية التحتية الرقمية بالأساس.
واختتم بقوله إن سرعة استجابة الدولة وعودة الخدمات تدريجيًا دليل على قوتها، لكنه أكد الحاجة إلى تقليل زمن الانقطاع والاستعداد للأسوأ من خلال التخطيط الوقائي والجاهزية الفنية.
م. روماني رزق الله: النظام هش ويعتمد على نقطة فشل واحدة
قال المهندس روماني رزق الله، رئيس الاتحاد الأفروآسيوي للذكاء الصناعي والحوكمة، إن توقف الاتصالات ليوم كامل ليس حادثًا عرضيًا بل إشارة واضحة لهشاشة البنية الرقمية، ويستدعي تحركًا استراتيجيًا فوريًا.
أوضح أن سنترال رمسيس يدير قرابة 40% من حركة الاتصالات، ويربط الشبكات الأرضية والمحمولة ويحتوي على مراكز بيانات رئيسية، ما يعني أن أي عطل به يؤدي إلى انهيار شامل.
أشار إلى أن الحريق أدى إلى تلف أنظمة الكهرباء، ومحولات التيار، وأجهزة الفايبر، وفشلت أنظمة الـ UPS في تعويض الانقطاع، ما تسبب في فقدان جداول التوجيه وانهيار الربط بين الشبكات.
وأكد رزق الله أن الخلل الرئيسي يتمثل في الاعتماد على نقطة فشل واحدة دون وجود مسارات بديلة أو خطط تحويل فوري، مشددًا على أن الحل يكمن في تحويل النظام إلى بنية موزعة تعتمد على مسارات متعددة.
ودعا إلى الاعتماد على الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، وأنظمة الإنذار المبكر، مؤكدًا أن هذه ليست رفاهية بل ضرورة لحماية الأمن القومي الرقمي.
واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن الحريق كان نتيجة لتراكم الإهمال في التصميم والاستثمار، ويجب أن يكون حافزًا لبناء منظومة حديثة مرنة، موزعة، وآمنة رقمياً.