الثقافة تنظّم ندوة بعنوان “أبو سمبل.. حالة مُلهمة” في معرض فنزويلا الدولي للكتاب
شكرًا لكم على متابعة الثقافة تنظّم ندوة بعنوان “أبو سمبل.. حالة مُلهمة” في معرض فنزويلا الدولي للكتاب وللمزيد من التفاصيل
نظّمت وزارة الثقافة المصرية في إطار مشاركة جمهورية مصر العربية كضيف شرف في معرض فنزويلا الدولي للكتاب – كراكاس 2025، ندوة ثقافية بارزة بعنوان “أبو سمبل.. حالة مُلهمة”، شهدت حضورًا لافتًا من جمهور المعرض، وتفاعلاً كبيرًا مع موضوعها الذي استعرض واحدة من أعظم الملاحم الانسانسة والمعمارية والثقافية في العصر الحديث.
تضمنت الندوة عرض للفيلم الوثائقي “العجيبة الثامنة”، الذي وثّق معبدي أبو سمبل قبل وبعد الإنقاذ، من خلال ٨٠ لوحة والاف الاسكتشات التي رسمها الفنان التشكيلي حسين بيكار ومن اخراج المخرج العالمي جون فيني. وقد عُرض الفيلم في أجواء من التقدير والإعجاب، لما حمله من مشاهد أرشيفية نادرة، وسردٍ بصري مؤثر لواحدة من أبرز إنجازات مصر الحديثة في مجال الحفاظ على التراث.
وقبل عرض الفيلم، قدّم المعماري حمدي السطوحي، مداخلة علمية وشهادية وافية، شرح خلالها أبعاد هذا الإنجاز، مؤكدًا أن عملية نقل المعبد لم تكن مجرد عمل هندسي دقيق فحسب، بل كانت تجسيدًا عميقًا لامتداد الجينات الحضارية المصرية، التي تربط المصري المعاصر بسلفه الفرعوني في الإبداع والدقة والانتماء.
وقد أشار السطوحي إلى أن هذه الندوة تمثّل مناسبة ثقافية وإنسانية يتعرف من خلالها جمهور المعرض، من مختلف الجنسيات، على أن المصري المعاصر هو امتداد طبيعي لجذور ضاربة في عمق التاريخ. فالأيدي التي أنقذت معبد أبو سمبل من الغرق، ونجحت في نقله مع الحفاظ على تفاصيله وتعامده الشمسي بدقة مدهشة، هي ذاتها التي لا تزال تحمل شعلة الحضارة، وتعبّر عن عبقرية الإنسان المصري الذي لم ينقطع عن تاريخه.
وأشار السطوحي إلى الدور الهام للدكتور ثروت عكاشة فكرة الإنقاذ العبقرية للدكتور أحمد عثمان، موضحُا أن المشروع الاستثنائي لنقل المعبدين، والذي جرى بالتعاون مع منظمة اليونسكو وعدد من الخبراء العالميين، أظهر للعالم أن المصري، في مختلف مراحله التاريخية، لا يزال أمينًا على إرثه، قادرًا على صونه، ومؤمنًا بقدرة بلاده على مواجهة التحديات بالتخطيط والعلم والإرادة الوطنية.
وقد جاءت هذه الندوة في سياق البرنامج الثقافي المصري الحافل، الذي تشرف عليه وزارة الثقافة المصرية ضمن فعاليات المعرض، ويهدف إلى تقديم صورة متكاملة عن الإسهام المصري في الثقافة الإنسانية، من خلال العروض الفنية، واللقاءات الفكرية، والندوات المتخصصة، التي تعكس تنوّع وثراء المشهد الثقافي المصري المعاصر، وتعزز جسور التواصل بين الشعوب عبر الثقافة والمعرفة.