الوزارة راعت التنوع في التشكيل

شكرًا لكم على متابعة الوزارة راعت التنوع في التشكيل وللمزيد من التفاصيل

أثار التشكيل الجديد للمجلس الأعلى للثقافة، الصادر مؤخرًا بقرار من رئيس مجلس الوزراء، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الأوساط الثقافية والنيابية، وسط اتهامات بتجاهل الشباب والمبدعين الجدد، وإعادة تدوير أسماء قديمة، في وقت تعلن فيه الدولة سعيها لتمكين الشباب وتجديد الدماء في مؤسساتها العامة.

ورغم أن المجلس يُعد الجهة الاستشارية العليا لوزارة الثقافة، ويضم نخبة من المثقفين والمفكرين المصريين، إلا أن التشكيل الجديد واجه انتقادات حادة، وُصفت بأنه امتداد لحالة من الجمود الثقافي، يعكس غياب الرؤية والتجديد، ويقصي الأجيال الجديدة القادرة على التفاعل مع متغيرات الواقع.

ملامح الجدل

أبدى العديد من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي، عبر منصات التواصل، استياءهم من غلبة الأسماء المتقدمة في السن على التشكيل، حيث ضم المجلس عددًا من الشخصيات التي تجاوزت الثمانين من عمرها، من بينهم: أحمد عبد المعطي حجازي، ومحمد سلماوي، ومصطفى الفقي، ما اعتبره البعض “تشكيلًا بروتوكوليًا” يكرّس لفكرة المجلس الشرفي، أكثر من كونه جهة فاعلة ومؤثرة في السياسات الثقافية.

كما هاجم نشطاء ما وصفوه بـ”إعادة تدوير الوجوه القديمة” على حساب الكفاءات الشابة، متسائلين عن غياب الأصوات الجديدة والمختلفة، التي تمثل التنوع الحقيقي في المشهد الثقافي المصري.

دعوات لإعادة النظر في آليات التشكيل

طالب عدد من الكتّاب والمثقفين بإعادة النظر في آليات اختيار أعضاء المجلس، بحيث تُراعى المعايير الفنية والفكرية، وتُضمن مشاركة حقيقية للشباب والنساء وذوي الخلفيات المتنوعة، بعيدًا عن اعتبارات المجاملة.

كما دعا البعض إلى ضرورة تطوير هيكل المجلس ليصبح أكثر فاعلية وتأثيرًا في الواقع الثقافي، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تواجه الثقافة المصرية، مثل التحولات الرقمية، وتراجع معدلات القراءة، وتآكل دور المؤسسات الثقافية التقليدية.

رد رسمي: لجنة لها طابع خاص

في المقابل، صرّح مصدر مسؤول بوزارة الثقافة،  أن الجدل الدائر حول تشكيل اللجنة الدائمة للمجلس الأعلى للثقافة “في غير محله”، مؤكدًا أن هذه اللجنة تختلف في طبيعتها ووظيفتها عن لجان العمل بالمجلس، مثل لجان السرد، والمسرح، والسينما.

وأوضح المصدر أن عضوية هذه اللجنة تُمنح لكبار المبدعين الذين اكتمل عطاؤهم الأدبي والفكري، وصاروا يمثلون مرجعيات يُحتكم إليها، وبالتالي لا يجوز – بحسب قوله – أن تضم شباب المبدعين الذين لا يزالون في طور التشكّل والنضج، لأنهم غير مؤهلين للحكم على مشاريع الرواد.

وأضاف أن اللجنة لا تجتمع أكثر من ثلاث مرات سنويًا، وبالتالي فإن أعباءها محدودة، مؤكدًا أن الوزارة راعت التنوع في التشكيل، وجمعت بين أسماء جديدة وأخرى ذات تاريخ طويل في المجلس.

أزمة تفتح باب التساؤلات

تعكس هذه الأزمة الجدل العميق حول مستقبل العمل الثقافي الرسمي في مصر، وتفتح الباب أمام تساؤلات حقيقية بشأن مدى ارتباط المؤسسات الثقافية بروح العصر، وحاجتها الملحّة إلى إعادة الهيكلة والتحديث، بحيث تتحول من كيانات رمزية أو بروتوكولية إلى منصات فاعلة للإنتاج الثقافي، ومراكز للنقاش المجتمعي الحر والمستنير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى